كتب : عمرو صابح
---------------------------
غالبية الإيرانيين كانوا مسلمين سنة حتى بدايات القرن السادس عشر ، عندما أسس الشاه إسماعيل الصفوى دولة الصفويين فى إيران ، كانت هناك 4 مدن إيرانية فقط تعتنق التشيع حتى تم فرض التشيع على كل الإيرانيين بالقوة ، لم يكن قرار الشاه اسماعيل بفرض التشيع لغرض دينى فقط بل فى إطار تنافسه مع الأتراك العثمانيين على زعامة العالم الإسلامى ، وخوفاً من إنحياز الإيرانيين السنة للسلطان العثمانى السنى خلال الصراع التركى الإيرانى.
نزاع نظام الشاه مع العراق وإمارات الخليج كان يتم تصويره كنزاع عربى - فارسى.
بعد انتصار ثورة إيران فى بدايات عام 1979، وبدء الحرب العراقية الإيرانية ، كان صدام حسين حريصاً على تصوير الحرب بإنها صراع عربى فارسي ، فأطلق على حربه ضد إيران اسم ( قادسية صدام ) ،
ووضع له الكاتب والروائى المصرى الراحل جمال الغيطانى كتاباً عنوانه " حراس البوابة الشرقية " ، كناية عن الجيش العراقى حارس البوابة الشرقية للأمة العربية من الغزو الفارسى ، وإن كان هذا لم يمنع صدام من تسمية صواريخ سكود المطورة لديه والتى يطلقها على إيران بإسم صواريخ الحسين.
كان الخمينى واضحاً منذ اللحظة الأولى لإندلاع الحرب بوصفها بإنها حرب يزيد العراقى ضد الحسين!!
لم يعترف الخمينى بالحدود بين العراق والإيران ، ودعا الشباب الإيرانى للاستشهاد ضد الجيش العراقى حتى لا تتكرر كربلاء مرة أخرى ، ورفض وقف اطلاق النار ولم يقبله إلا مرغماً بعد 8 سنوات من حرب طاحنة ، مات وجرح فيها ملايين العراقيين والإيرانيين.
اللافت للنظر ان دول الخليج
( السعودية - الكويت - الإمارات ) التى كانت تقدم لصدام حسين مساعدات مالية مهولة خلال معركته ضد إيران طيلة فترة الحرب ، لم تتطرق أبداً للمعركة بوصفها صراع سنى شيعى بل كصراع عربى فارسى.
عندما توفى الخمينى فى يونيو 1989 ، صلى عليه الإخوان المسلمين فى مصر صلاة الجنازة ، ورثاه حامد أبو النصر مرشدهم وقتها بكلمات حارة.
رغم اعتراف الخمينى بمساعدة الرئيس جمال عبد الناصر للثوار الإيرانيين خلال نضالهم ضد الشاه ، إلا ان الخمينى فور تمكنه من السلطة فى إيران أطلق على شارعين من أكبر شوارع طهران إسمى " حسن البنا " و " سيد قطب " ، كما أصدرت الدولة الإيرانية عدة طوابع لتخليد ذكرى البنا وقطب.
كما كان على خامنئى هو من قام بترجمة مجموعة كبيرة من أعمال سيد قطب من العربية للفارسية.
بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 واسقاط نظام صدام حسين ، بدأت اسطوانة الحرب السنية الشيعية برعاية أمريكية سعودية إسرائيلية ، وتحول الحديث للتحذير من الهلال الشيعى الساعى للسيطرة على العالم العربى.
من مهازل السياسة العربية ان نظام صدام حسين بكل موبقاته كان بالفعل حائط صد ضد التوغل الإيرانى فى العالم العربى ، ورغم ذلك لعب النظام السعودى دور رئيسياً فى اسقاط نظام صدام حسين مما جعل العراق يتحول لمحمية إيرانية ثم لساحة حربية للصراع السعودى الإيرانى ، و عبر العلاقات الوثيقة بين إيران وسورية ، وبواسطة الدعم الإيرانى لحزب الله فى لبنان ، وللحوثيين فى اليمن ، خلال مدة لا تزيد عن 10 سنوات تحولت الدولة الإيرانية من وضع الدفاع لوضع الهجوم ، وأصبحت قوة عظمى فى الشرق الأوسط خاصة مع تزايد تراجع الدور المصرى ، وعجز النظام السعودى عن فعل أى شئ سوى دفع الأموال وتجنيد الإرهابيين ورفع لافتة حماية بلاد الحرمين من سيطرة الرافضة!!
الغرب هو المستفيد الأول من استمرار الصراع الإيرانى العربى ، لذا لا أظن ان هناك عملية عسكرية ضد إيران قريباً أو بعيداً.
النظام الإيرانى ذكى ويعرف مصلحته وهو يلعب بكل أوراقه للخروج كقوة عظمى فى الشرق الأوسط ، والغربيون أيضاً أذكياء ويعلمون قيمة الدور الوظيفى الهام لنظام ملالى طهران.
أسس الغرب السعودية عام 1932 لضمان استمراره كأكبر قوة عظمى بالعالم فى القرنين العشرين والحادى العشرين عبر سيطرته على منابع النفط.
و أسس الغرب إسرائيل عام 1948 كقلعة متقدمة له فى العالم العربى ، تعطل دور مصر ، و تمنع وحدة الدول العربية وتمتص عائدات البترول العربى.
فى ديسمبر 1978 وقع الرئيس السادات اتفاق كامب دافيد مع الصهاينة برعاية أمريكية ، كان الاتفاق يعنى نهاية الصراع العربى الإسرائيلى مرحلياً ، لأنه لا حرب عربية ضد إسرائيل بدون مصر.
فى فبراير 1979 هبطت طائرة الخمينى القادمة من فرنسا والمحمية بطائرات حربية فرنسية فى طهران ، وسقط نظام الشاه رغم ان إيران كانت فى أوج إزدهارها المالى بفضل عائدات البترول بعد حرب 1973 ، والجيش الإيرانى كان من أقوى جيوش العالم ، والشاه لديه مشروع نووى متقدم.
فى 16 يوليو 1979 أجبر صدام حسين الرئيس أحمد حسن البكر على الاستقالة ، وتولى صدام رئاسة العراق.
فى سبتمبر 1980 اندلعت الحرب العراقية الإيرانية ، وهى حرب قال عنها كيسنجر
( انها أول حرب أتمنى فيها خسارة الطرفين ) ، بينما وصفها الملك السعودى خالد
( ربما تموت الأفاعى بسموم العقارب ). أليس لافتاً للنظر ان سقوط نظام الشاه حدث عقب السلام المصرى الإسرائيلى وبعدما وفرت معاهدة السلام احتياجات إسرائيل من البترول المصرى يديلاً عن البترول الإيرانى الذى كان الشاه يمد به إسرائيل منذ 1948 حتى زوال حكمه.
سمح الغرب بسيطرة الملالى على حكم إيران وتصفيتهم لكل الأجنحة الليبرالية واليسارية فى الثورة لكى يؤدى نظامهم دوره الوظيفى المرسوم فى إستمرار نهب ثروات العرب عبر الغرب برفع فزاعة الخطر الفارسي الشيعى الصفوى المجوسى فى وجه عرب الخليج.
لا ألوم الغرب ولا ألوم ملالى إيران ، كل واحد من حقه البحث عن مصالحه.
أما العرب فهم يواصلون ببراعة تستحق الاعجاب انتحارهم التاريخى.
للأسف أعداءنا لا يحاربوننا بالقطعة بل وفق منهج مرسوم ومخطط مرن جاهز لكل الاحتمالات.
---------------------------
غالبية الإيرانيين كانوا مسلمين سنة حتى بدايات القرن السادس عشر ، عندما أسس الشاه إسماعيل الصفوى دولة الصفويين فى إيران ، كانت هناك 4 مدن إيرانية فقط تعتنق التشيع حتى تم فرض التشيع على كل الإيرانيين بالقوة ، لم يكن قرار الشاه اسماعيل بفرض التشيع لغرض دينى فقط بل فى إطار تنافسه مع الأتراك العثمانيين على زعامة العالم الإسلامى ، وخوفاً من إنحياز الإيرانيين السنة للسلطان العثمانى السنى خلال الصراع التركى الإيرانى.
نزاع نظام الشاه مع العراق وإمارات الخليج كان يتم تصويره كنزاع عربى - فارسى.
بعد انتصار ثورة إيران فى بدايات عام 1979، وبدء الحرب العراقية الإيرانية ، كان صدام حسين حريصاً على تصوير الحرب بإنها صراع عربى فارسي ، فأطلق على حربه ضد إيران اسم ( قادسية صدام ) ،
ووضع له الكاتب والروائى المصرى الراحل جمال الغيطانى كتاباً عنوانه " حراس البوابة الشرقية " ، كناية عن الجيش العراقى حارس البوابة الشرقية للأمة العربية من الغزو الفارسى ، وإن كان هذا لم يمنع صدام من تسمية صواريخ سكود المطورة لديه والتى يطلقها على إيران بإسم صواريخ الحسين.
كان الخمينى واضحاً منذ اللحظة الأولى لإندلاع الحرب بوصفها بإنها حرب يزيد العراقى ضد الحسين!!
لم يعترف الخمينى بالحدود بين العراق والإيران ، ودعا الشباب الإيرانى للاستشهاد ضد الجيش العراقى حتى لا تتكرر كربلاء مرة أخرى ، ورفض وقف اطلاق النار ولم يقبله إلا مرغماً بعد 8 سنوات من حرب طاحنة ، مات وجرح فيها ملايين العراقيين والإيرانيين.
اللافت للنظر ان دول الخليج
( السعودية - الكويت - الإمارات ) التى كانت تقدم لصدام حسين مساعدات مالية مهولة خلال معركته ضد إيران طيلة فترة الحرب ، لم تتطرق أبداً للمعركة بوصفها صراع سنى شيعى بل كصراع عربى فارسى.
عندما توفى الخمينى فى يونيو 1989 ، صلى عليه الإخوان المسلمين فى مصر صلاة الجنازة ، ورثاه حامد أبو النصر مرشدهم وقتها بكلمات حارة.
رغم اعتراف الخمينى بمساعدة الرئيس جمال عبد الناصر للثوار الإيرانيين خلال نضالهم ضد الشاه ، إلا ان الخمينى فور تمكنه من السلطة فى إيران أطلق على شارعين من أكبر شوارع طهران إسمى " حسن البنا " و " سيد قطب " ، كما أصدرت الدولة الإيرانية عدة طوابع لتخليد ذكرى البنا وقطب.
كما كان على خامنئى هو من قام بترجمة مجموعة كبيرة من أعمال سيد قطب من العربية للفارسية.
بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 واسقاط نظام صدام حسين ، بدأت اسطوانة الحرب السنية الشيعية برعاية أمريكية سعودية إسرائيلية ، وتحول الحديث للتحذير من الهلال الشيعى الساعى للسيطرة على العالم العربى.
من مهازل السياسة العربية ان نظام صدام حسين بكل موبقاته كان بالفعل حائط صد ضد التوغل الإيرانى فى العالم العربى ، ورغم ذلك لعب النظام السعودى دور رئيسياً فى اسقاط نظام صدام حسين مما جعل العراق يتحول لمحمية إيرانية ثم لساحة حربية للصراع السعودى الإيرانى ، و عبر العلاقات الوثيقة بين إيران وسورية ، وبواسطة الدعم الإيرانى لحزب الله فى لبنان ، وللحوثيين فى اليمن ، خلال مدة لا تزيد عن 10 سنوات تحولت الدولة الإيرانية من وضع الدفاع لوضع الهجوم ، وأصبحت قوة عظمى فى الشرق الأوسط خاصة مع تزايد تراجع الدور المصرى ، وعجز النظام السعودى عن فعل أى شئ سوى دفع الأموال وتجنيد الإرهابيين ورفع لافتة حماية بلاد الحرمين من سيطرة الرافضة!!
الغرب هو المستفيد الأول من استمرار الصراع الإيرانى العربى ، لذا لا أظن ان هناك عملية عسكرية ضد إيران قريباً أو بعيداً.
النظام الإيرانى ذكى ويعرف مصلحته وهو يلعب بكل أوراقه للخروج كقوة عظمى فى الشرق الأوسط ، والغربيون أيضاً أذكياء ويعلمون قيمة الدور الوظيفى الهام لنظام ملالى طهران.
أسس الغرب السعودية عام 1932 لضمان استمراره كأكبر قوة عظمى بالعالم فى القرنين العشرين والحادى العشرين عبر سيطرته على منابع النفط.
و أسس الغرب إسرائيل عام 1948 كقلعة متقدمة له فى العالم العربى ، تعطل دور مصر ، و تمنع وحدة الدول العربية وتمتص عائدات البترول العربى.
فى ديسمبر 1978 وقع الرئيس السادات اتفاق كامب دافيد مع الصهاينة برعاية أمريكية ، كان الاتفاق يعنى نهاية الصراع العربى الإسرائيلى مرحلياً ، لأنه لا حرب عربية ضد إسرائيل بدون مصر.
فى فبراير 1979 هبطت طائرة الخمينى القادمة من فرنسا والمحمية بطائرات حربية فرنسية فى طهران ، وسقط نظام الشاه رغم ان إيران كانت فى أوج إزدهارها المالى بفضل عائدات البترول بعد حرب 1973 ، والجيش الإيرانى كان من أقوى جيوش العالم ، والشاه لديه مشروع نووى متقدم.
فى 16 يوليو 1979 أجبر صدام حسين الرئيس أحمد حسن البكر على الاستقالة ، وتولى صدام رئاسة العراق.
فى سبتمبر 1980 اندلعت الحرب العراقية الإيرانية ، وهى حرب قال عنها كيسنجر
( انها أول حرب أتمنى فيها خسارة الطرفين ) ، بينما وصفها الملك السعودى خالد
( ربما تموت الأفاعى بسموم العقارب ). أليس لافتاً للنظر ان سقوط نظام الشاه حدث عقب السلام المصرى الإسرائيلى وبعدما وفرت معاهدة السلام احتياجات إسرائيل من البترول المصرى يديلاً عن البترول الإيرانى الذى كان الشاه يمد به إسرائيل منذ 1948 حتى زوال حكمه.
سمح الغرب بسيطرة الملالى على حكم إيران وتصفيتهم لكل الأجنحة الليبرالية واليسارية فى الثورة لكى يؤدى نظامهم دوره الوظيفى المرسوم فى إستمرار نهب ثروات العرب عبر الغرب برفع فزاعة الخطر الفارسي الشيعى الصفوى المجوسى فى وجه عرب الخليج.
لا ألوم الغرب ولا ألوم ملالى إيران ، كل واحد من حقه البحث عن مصالحه.
أما العرب فهم يواصلون ببراعة تستحق الاعجاب انتحارهم التاريخى.
للأسف أعداءنا لا يحاربوننا بالقطعة بل وفق منهج مرسوم ومخطط مرن جاهز لكل الاحتمالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق